ملف كامل عن الصور والمواقع الاباحية

ملف كامل عن الصور والمواقع الاباحية

السـلام عليـكم ورحــمة الله وبركـاته 
الصـــورالإباحية على شبكة الإنترنت وأثرهـــا على الفــرد والمجتمع



 

أخي الكريم .. أختي الكريمة...
جعل الله هذه الرسالة حجة لكم لا عليكم .

قال الله تعالى (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة) سورة النور.





هل تعلم: أن ما تقوم به من تبادل الصور الفاضحة يعتبر سيئه جاريه.(أي أن إثمها وإثم مـن نشرها جـــار معـك حتى تتــوب إلـى الله).
ترضى لأمك وأختك مشاهدة هذه الصور؟؟ أليس المسلمون إخوانك؟؟
بأي شيء تجيب ربك عندما يسألك عن (نشر الصور المحرمة) يوم القيامة؟؟





هل تعلم
: أنك تتحمل آثام كل من شاهد هذه الصور التي قمت بتبادلها.

هل تعلم: أن رصيدك من السيئات يزداد بازدياد متبادلي هذه الصور حتى بعد مماتك.
هل تعلم: أن تبادل هذه الصور بين الناس بعد مماتك قد يسبب عذابك في القبر حتى قيام الساعة.
هل تعلم: بأن الله سبحانه وتعالى يغار ومن غيرته أنه حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
أخي الكريم تذكر ... قول الله تعالى:
( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ).

أخي الكريم تذكر... قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
( اضمنوا لي ستـاً من أنفسكم أضمن لكم الجنـــة ، اصدقوا إذا حدثتم ، وأوفوا إذا وعدتم ، وأدوا إذا ائتمنتم ، واحفظوا فروجكم ، وغضوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم). أخـي إن مـا تقوم به يعد نشر للفساد ، وإمــاتة للقلــوب ، ولهو للنــاس عن ذكـر الله واعلم أن النظر سبب الزنــا، فاحذر من الوقوع فيه، وإن مـن وقـع بـه بـسبـب تلك الصــور فإثمه يقع عليك.
فتوبوا إلى الله قبل فوات الأوان.




ثم إذا كنت بارعاً في استخدام الإنترنت لمــاذا لا تنصر دين الإســــــلام وتنكر المنكر أينما كـــان، ففرصتك باقية. فهــل تفعل؟.


رسال
ة إلى مروجي الصــور الإباحية على الإنترنت


undefined 

الإخوة والأخوات : تحية محب ومشتاق
لقد حدثني الكثير من أصدقائي عن هذه القوائم وقد أثّر حديثهم فيّ ودغدغ مشاعري وأثار مكامن الشهوة ولم أتمالك نفسي فقمت مندفعا بقوة الشهوة والغريزة بالاشتراك في هذه القائمة للاستمتاع بالصور التى تنشرها ،وقد خطّطت قبل إطّلاعي على أي صورة أن اعمد إلى إقفال الأبواب وتوفير كل السبل التي تجعلني في خلوة تامة حيث اخجل أن يطلع عليّ أحد، خاصة من أقاربي لذلك خططت قفل كل ما يمكن أن يخطر على بالى إلا أنني تذكرت شيئا واحدا ومنفذا كبيرا لم استطع التوصل إلى كيفية إغلاقه مما نغّص علي التمتع بهذه المناظر والاستمتاع بها في خلوتي التى حرصت عليها ولم اقدر في ذات الوقت عليها.
لقد أوقعني ذلك الأمر في حرج شديد وضيق وتبرم من عجزي عن توفير سبل الخلوة التامة فقد عرفت أن الله يراني وأنه معي في كل وقت وحين وليس لي أي سبيل إلى منعه عن التواجد في خلوتي أو إطلاعه على أفعالي بل وتفكيري ..... لقد خجلت من نفسي كيف لي أن احرص على هذه الخلوة والتمتع بهذه المناظر وأنا الذي لو عرفت بان أحدا يشاهدني لم استطع النظر إليها ....
وكان خجلي اكبر عندما ذهبت الشهوة وجاءت الفكرة عندما عرفت بأنني سأفضح يوم الحشر أمام الملأ كلهم إنسهم وجنّهم إذ سيأتي بيّ الله على رؤوس الأشهاد ويذكرني بعملي فكيف لي أن استمتع بهذه المناظر وسوف افضح غدا على رؤوس الأشهاد وأنا الذي لو شاركني أحدا من معارفي أو أهلي أو حتى علم بمشاهدتي تلك ( فضلا عن ممارستي ) لكانت سببا في نقصان لذتي وتكدر خاطري فكيف إذا فضح أمري أمام كل الناس من أعرفه ومن لا أعرفه.
كما تذكرت بأنني عندما أعصي الله في وحدتي وخلوتي فأنا أدخل بذلك في وعيد الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم عندما قال في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: "لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً فيجعلها الله عز وجل هباءً منثوراً، قال ثوبان: يا رسول الله، صفهم لنا، جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال : أما إنهم إخوانكم و من جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها".
كما اقلق مضجعي قلقي الشديد من أن اقبض وأنا أشاهد هذه الصــور أو وأنا أنّفس عن شهوتي بطريقة غير مشروعة فابعث على ما مت عليه وتكون الفضيحة عند البعث وعند الحساب.
الإخوة الكرام : هل نسينا توعد الله سبحانه وتعالي بالعذاب الأليم لمن يحب أن تشيع الفاحشة فضلا عن إشاعته هو للفاحشة.
قال تعالى في سورة النور " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون"
وقال الإمام أحمد عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تؤذوا عباد الله ولا تعيّروهم, ولا تطلبوا عوراتهم , فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته , حتى يفضحه في بيته".
لقد نسينا كلنا وخاصة الإخوة المشرفين حديث الحبيب المصطفي حين وضّح بأن من دل على شر فإن عليه وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة ....
جاء في سنن الترمذي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سنّ سنة خير فاتبع عليها فله أجره ومن أجور من اتبعه غير منقوص من أجورهم شيئاً ومن سن سنة شر فاتُبع عليها كان عليه وزره ومثل أوزار من اتبعه غير منقوص من أوزارهم شيئاً ".
فهل يتحمل المشرفون وكل شخص يرسل صـــوراً جنسية أوزار كل من أرسلوا لهم هذه الصــــور وكل من شاهد هذه الصور بل وفي كل مرة يشاهدون فيها هؤلاء الأشخاص هذه الصور.... ألم يكفيهم ذنوبهم حتى يتحملوا ذنوب غيرهم ، هل يتحملون تبعات ما تثيره هذه الصور في الغريزة وبالتالي الوقوع في الحـــرام .
ألم نعرف جميعا أن الله قد لعن الناظر إلى عورة الآخرين كما لعن المنظور ... وكلنا يعرف أن اللعن هو الإبعاد عن رحمة الله .


 

الم نعلم جميعا أن الله قد أمرنا بغض البصر وحذرنا من الوقوع في الزنى وأن الله قد توعد الزناة بعذاب أليم ( فضلا عن اللوطيين والسحاقيات ) ... روى أبو هريرة عن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : " كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى مدرك ذلك لا محالة : العينان زناهما النظر ، والأذنان زناهما الاستماع ، واللسان زناه الكلام ، واليد زناها البطش ، والرجل زناها الخطى ، والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه "




ألم يتوعد رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم المجاهرين بالمعاصي فقال في الحديث المتفق عليه " كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وان من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستر الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه " أو ليس ما ينشر في هذه القائمة من المجاهرة بالمعاصي ?أو لم يخبرنا الرسول بأن كل أمته يدخلون الجنة إلا من يأبى : روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ) . قالوا : يا رسول الله ، ومن يأبى ؟ قال : ( من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى ) .فهل نرغب في دخول الجنة ؟؟؟ إذن علينا بطاعة الله ورسوله .
أولم تحف الجنة بالمكاره
والنار بالشهوات .. روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات .
فهل ندع شهواتنا لتمنعنا عن دخول الجنة وتسوقنا إلى النار ?.
لقد نسينا كلنا أو تناسينا أن هذا مما يخطط له أعداؤنا حيث انه السبيل الوحيد لهم لتملك زمام الأمور .
الإخوة والأخوات الكرام :
اعلم أن من يقرأ رسالتي هذه لن يخرج عن ثلاثة أصناف :الأول : سينهي الرسالة منذ أن يعرف أن فيها نصحا وإرشادا للحق وقد يشتم ويلعن ، وهذا اسأل الله أن يهديه للحق.الثاني : سيواصل قراءة الرسالة من باب الفضول وربما لن يكمل القراءة وقد يلعن في قراره نفسه من تجرأ على إرسال هذه الرسالة في قائمة مثل هذه وهذا أيضا اسأل الله أن يهديه.أما الصنف الثالث ( وهو الأهم ) فهو من يكمل القراءة ويجد لهذه النصائح وقعا في قلبه إذ تلامس النصيحة قلب مؤمن مذنب عرف خطاه وعرف بأن له رباً غفوراً كريماً يغفر الذنب ويقبل التوبة بل ويبدل السيئات حسنات فيستغفر ويتوب ويعزم على عدم العودة حيث يعلم أن من شروط قبول التوبة الإقلاع عن الذنب و الصدق والعزم على عدم العودة .
جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال : أذنب عبد ذنبا فقال : اللهم ! اغفر لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا ، فعلم أنه له ربا يغفر الذنب ، ويأخذ بالذنب ، ثم عاد فأذنب ، فقال : أي رب ! اغفر لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى : عبدي أذنب ذنبا ، فعلم أن له ربا يغفر الذنب ، ويأخذ بالذنب ، ثم عاد فأذنب ، فقال : أي رب ! اغفر لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا ، فعلم أن له ربا يغفر الذنب ، ويأخذ بالذنب ، اعمل ما شئت فقد غفرت لك .
فهل نستغفر ونعود لربنا الغفور الرحيم أم نتمادى في غينا ونصبح من الهالكين ?.
فلاش (صـــورتين لمن يبحث)

أسأل الله أن يهدينا للحق ويسهل علينا اتباعه وان يجعلنا من أهل الجنة اللذين يطيعون أوامره وأن يبصّرنا بما يخطط له أعدائنا



undefined


كيفية الخلاص مـن تعلق القلـب بصـور النســاء والمردان
السؤال :
شاب يشتكي من تعلق قلبه بعشق صور النساء والمردان فكيف الخلاص مــن هذا البلاء ؟
الجواب :
هذه المشكلة أرقت عدداً كبيراً من الشباب ، وسببت أنواعاً من الأضطرابات النفسية ، وصار الإيمان منها في مــد وجزر .. والحق أمه ما من داء إلا وله دواء .. ولعل من الدواء استشعار بعض الوصايا التي ذكرها العلماء والدعاة تلميحاً وتصريحاً في مصنفاتهم ومحاضراتهم ومن ذلك : الوصية الأولى : استشعر أمر الله ورسوله بالكف عن تتبع العورات قال عز وجل (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) وقال عليه الصلاة والسلام : " لا تتبع النظرة النظرة " " وتق الله حيثما كنت " .. فإذا استشعرتها فاستجب لمعانيها وأنت في مجلس يعج بالتلفاز .. وتذكرها وأنت في الأسواق المختلطة .. كان الربيع بن خيثم – رحمه الله – ممن استشعر هذه الأوامر فلما مرت به بعض النساء أطرق حتى كاد يقع حتى ظن النسوة أنه أعمى فتعوذن بالله من العمى .. وكان سفيان رضي الله عنه يقول : حينما يريد أن يخرج إلى مصلى العيد : إن أول ما نبدأ به يومنا غض أبصارنا .
الوصية الثانية : ينبغي أن تخشى على حبك لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .. فإن من تعلق قلبه بحب بشر من البشر ضعفة المحبة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، والله عز وجل وصف المؤمنين بقوله : ( وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ ..)الآية . وقال عليه الصلاة والسلام : " ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .. " الحديث . فالخسارة عظيمة والعاقبة وخيمة فبعد أن كان القلب عامراً بذكر الله والاستغفار غرِقَ بحب بشر من البشر ، والقلب كالإناء إذا ملئته بالتراب لو يبق للعسل مكاناً فيه .
أخي إن كنت تحب الجمال فالله له كمال الجمال جل جلاله وتقدست اسمائه وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله لما كشف الحجاب عن وجه نسي أهل الجنــة النعيم الذي هم فيه وتركوه واشتغلوا بذاك الجمال لله سبحانه وتعالى .. فأين هذا من ذلك ؟! والعاقبة الأخرى أن المعصية تُذهب لذة الطاعة وكم من شاب حُرم من الهداية بسبب إدمانه النظر للنساء والمردان .. أحد السلف رأى رجلاً ينظر نظرةً محرمة فقال له ستجد غبة هذا ولو بعد حين !! فمكث ذلك الرجل عشرين سنة فبات ليلةً فأُنسي القرآن ..

فهل من معتبر ؟
الوصية الثالثة : ابتعد عن مواضع الفتنة .. تجنب أسواق النساء ومجالس المردان أما أن ترمي بنفسك في البحر ثم لا تريد البلل فهيهات هيهات .



الوصية الأخيرة :
عليك بالدعاء أن يرزقك الله الشفاء من هذا البلاء ، سئل الشيخ محمد العثيمين عمن أصيب بهذا المرض فأجاب بقوله : " يجب على الإنسان إذا ابتُلي بهذا الأمر أن يرجع إلى الله عز وجل بالدعاء بأن يعافيه منه وأن يُعرض عن هذا ولا يرفع بَصَره إلى أحد من النساء أو أحد المرد ، وهو مع الاستعانة بالله تعالى واللجوء إليه وسؤال العافية من هذا الداء سوف يزول إن شاء الله تعالى "

وتأمل قوله عليه الصلاة والسلام : " يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " فسارع للبحث عن بنت الحلال التي تملئ عليك خانة حبك العاطفي : (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )

فلاش نهايـــة رائــد

undefined


السـلام عليـكم ورحــمة الله وبركـاته 


 رجـاء الضغط على الصوره

undefined

كف بصرك عن الحرام
المشكلة أخي المسلم:

اعلم أن إطلاق البصر سبب لأعظم الفتن، فكم فسد بسبب النظر من عابد، وكم انتكس بسببه من شباب وفتيات كانوا طائعين، وكم وقع بسببه أناس في الزنى والفاحشة والعياذ بالله.




فالعين مرآة القلب، فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق العبد بصره أطلق القلب. شهوته وإرادته، ونقش فيه صــور تلك المبصرات، فيشغله ذلك عن الفكر فيما ينفعه في الدار الآخرة.
وما كان إطلاق البصر سببا لوقوع الهوى في القلب أمر الشارع بغض البصر عما يخاف عواقبه، فقال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن... [النور:30-31].
النظر وخطورته
قال الإمام ابن القيم:
أمر الله تعالى نبيه أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم، وأن يعلمهم أنه مشاهد لأعمالهم مطلع عليها: يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور [غافر:19]، ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدما على حفظ الفرج، فإن كل الحوادث مبدؤها من النظر، كما أن معظم النار من مستصغر الشرر، تكون نظرة.. ثم خطرة.. ثم خطوة.. ثم خطيئة، ولهذا قيل: من حفظ هذه ا لأربعة أحرز دينه: اللحظات، والخطرات، واللفظات، والخطوات.


قال: والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تولد الخطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولابد ما لم يمنع مانع، ولهذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده.
كـل الحوادث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها *** فتك الســهام بلاقوس ولاوتر
والعبــد ما دام ذا عين يقلبها *** في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسـر مقلته ما ضـر مهجـته *** لا مـرحبا بسرور عاد بالضـرر

أحاديث وأثار في فتنة النظر
1- قال النبي : (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)[متفق عليه].
2-وقال : (فاتقوا. الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء } [رواه مسلم].
3-وعن جرير بن عبدالله قال: (سألت رسول الله صلى عليه وسلم عن نظرة الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري) [رواه مسلم]. وعند أبي داود أنه قال له.( اصرف بصرك }

4-وقال عليه الصلاة والسلام.( يا علي، لا تتبع النظرة النظرة؟ فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة }[رواه الترمذي وأبو داود وحسنه الألباني].

5- وقال العينان تزنيان، وزناهما النظر } [متفق عليه].




أخي الحبيب:
وكان السلف الصالح يبالغون في غض البصر؟ حذر أمن فتنته، وخوفا من الوقوع في عقوبته.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: ما كان من نظرة فان للشيطان فيها مطمعا.
وكان الربيع بن خثيم رحمه الله يغض بصره، فمر به نسوة، فأطرق - أي أمال رأسه إلى صدره - حتى ظن النسوة أنه أعمى، فتعوذن بالله من العمى!!
قال ابن عباس رضي الله عنهما: الشيطان من الرجل في ثلاثة منازل: في بصره، وقلبه، وذكره، وهو من المرأة في ثلاثة منازل: في بصرها، وقلبها، وعجزها.
قال في قوله تعالى: يعلم خائنة الأعين [غافر:19]، قال: الرجل يكون في القوم فتمر بهم المرأة، فيريهم أنه يغض بصره عنها، فإن رأى منهم غفلة نظر إليها، فإن خاف أن يفطنوا إليه غض بصره، وقد اطلع الله عز وجل من قلبه أنه يود لو نظر إلى عورتها!!
وقال عيسى ابن مريم: النظر يزرع في القلب الشهوة، وكفى بها خطيئة.
وقال معروف: غضوا أبصاركم ولو عن شاة أنثى!!
وقال و النون: اللحظات تورث الحسرات؟ أولها أسف، واخرها تلف، فمن طاوع طرفه تابع حتفه.
وخرج حسان بن أبي سنان يوم عيد، فلما عاد قالت له امرأته: كم من امرأة حسناء قد رأيت؟ فقال: والله ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت من عندك إلى أن رجعت إليك!
وقال أحمد بن حنبل: كم نظرة ألقت في قلب صاحبها البلابل!!
يا من رأى سـقمي يزيد *** وعـلتي تـعي طبيـبي
لا تعجبن فهكـــذا *** تجني العيون على القلوب

حكم النظر للنساء
قال الحافظ أبو بكر بن حبيب العامري: إن الذي أجمعت عليه الأمة، واتفق على تحريمه علماء السلف والخلف من الفقهاء والأئمة؟ هو نظر الأجانب من الرجال والنساء بعضهم إلى بعض - وهم من ليس بينهم رحم من النسب، ولا محرم من سبب كالرضاع وغيره - فهؤلاء حرام نظر بعضهم إلى بعض... فالنظر والخلوة محرم على هؤلاء عند كافة المسلمين.
( ولما نظر الفضل بن عباس إلى امرأة حول النبي وجهه إلى الشق الآخر } [رواه أبو داود].
قال ابن القيم: وهذا منع وإنكار بالفعل، فلو كان النظر جائزا لأقره عليه.
سد الذرائع إلى النظر
أخي الحبيب:
سد النبي كل ذريعة تفضي إلى تعمد النظر إلى النساء؟ حرصا منه على سلامة القلوب ونقاء النفوس واستقامة المجتمع المسلم على تقوى الله ومخافته. لي من ذلك:
1- أنه نهى النساء إذا صلين مع الرجال أن يرفعن رءوسهن قبل الرجال؟ لئلا يكون ذريعة منهن إلى رؤية عورات الرجال من وراء الأزر.
2- أنه نهى المرأة إذا خرجت إلى المسجد أن تتطيب أو أن تصيب بخورا، وذلك لأنه ذريعة إلى ميل الرجال وتشوقهم إليها، فإن رائحتها وزينتها وصورتها وإبداء محاسنها تدعو إليها، فأمرها أن تخرج تفلة ولا تتطيب.
3- أنه لم يجعل لها وسط الطريق عند المشي حتى لا يراها كل أحد، بل جعل لها حافات الطريق وجوانبه.
4- أنه نهى أن تنعت المرأة المرأة لزوجها حتى كأنه ينظر إليها، سدا للذريعة، وحماية عن مفسدة وقوعها في قلبه وميله إليها بحضور صورتها في نفسه.
5- أنه نهى عن الجلوس في الطرقات، وما ذاك إلا لأنه ذريعة إلى النظر المحرم، فلما أخبروه أنه لابد لهم من ذلك قال أعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حقه؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام } [متفق عليه].
6- أن الله سبحانه نهى النساء عن الضرب بأرجلهن عند السير سدا لذريعة النظر، حتى لا ينظر الرجال إلى ما يخفين من الزينة والجمال، قال سبحانه: ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن [النور:31].
عقوبات النظر إلىالمحرمات
أخي المسلم:
اعلم أن النظر إلى المحرمات يورث الحسرات والزفرات، والألم الشديد، فيرى العبد ما ليس قادرا عليه ولا صابرا عنه، وهذا من أعظم العذاب

فمن عقوبات النظر إلى المحرمات:
1- فساد القلب:
فالنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية، فإن لم تقتله جرحته، فهي بمنزلة الشرارة من النار ترمى في الحشيش اليابس، فإن لم تحرقه كله أحرقت بعضه.
2- نسيان العلم: فقد نسي أحد العباد القرآن بسبب نظرة إلى غلام نصراني!!
3- نزول البلاء: قال عمرو بن مرة: نظرت إلى امرأة فأعجبتني فكف بصري، فأرجو أن يكون ذلك جزائي.
4- إبطال الطاعات: فعن حذيفة قال: من تأمل خلق امرأة من وراء الثياب فقد أبطل صومه!!
5- الغفلة عن الله والدار الآخرة: فإن القلب إذا شغل بالمحرمات أورثه ذلك كسلا عن ذكر الله وملازمة الطاعات.
6- إهدار الشارع عين من تعمد النظر في بيوت الناس متجسسا: فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله الواطلع أحد في بيتك ولم تأذن له، فخذفته بحصاة ففقأت عينه، ما كان عليك جناح } [متفق عليه].



فوائد غض البصر
أخي المسلم:
وفي غض البصر فوائد عديدة ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله منها عشر فوائد وهي:
1-تخليص القلب من ألم الحسرة، فإن من أطلق نظره دامت حسرته.
2- أنه يورث القلب نورا وإشراقا يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح، كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه.
3- أنه يورث صحة الفراسة، فإنها من النور وثمراته، قال شجاع الكرماني: من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات، وأكل من الحلال- لم تخطئ فراسته.
4- أنه يفتح له طرق العلم وأبوابه، ويسهل عليه أسبابه, وذلك بسبب نور القلب، فإنه إذا استنار ظهرت فيه حقائق المعلومات، ومن أرسل بصره تكدر عليه قلبه وأظلم.
5- أنه يورث قوة القلب وثباته وشجاعته، قال بعض الشيوخ: الناس يطلبون العز بأبواب الملوك، ولا يجدونه إلا في طاعة الله.
6- أنه يورث القلب سرورا وفرحة وانشراحا أعظم من اللذة والسرور الحاصل بالنظر، فلذة العفة أعظم من لذة الذنب.
7- أنه يخلص القلب من أسر الشهوة، فإن الأسير هو أسير شهوته وهواه، ومتى أسرت الشهوة والهوى القلب تمكن منه عدوه، وسامه سوء العذاب وصار:
8- أنه يسد عن العبد بابا من أبواب جهنم، فإن النظر باب الشهوة الحاملة على مواقعة الفاحشة، فمتى غض بصره سلم من الوقوع في الفاحشة، ومتى أطلقه كان هلاكه أقرب.
9- أنه يقوي العقل ويزيده ويثبته، فإن إطلاق البصر وإرساله لا يحصل إلا من خفة العقل وطيشه وعدم ملاحظته للعواقب كما قيل:
وأعقل الناس من لم يرتكب سببا *** حتى يفكر ما تجني عواقبه
10- أنه يخلص القلب من ذكر الشهوة ورقدة الغفلة، فإن إطلاق البصر يوجب استحكام الغفلة عن الله والدار والآخرة، ويوقع في سكرة العشق.
ويزاد على ما ذكره ابن القيم:
11- أنه يورث محبة الله، قال الحسن بن مجاهد: غض البصر عن محارم الله يورث حب الله.
12- أنه يورث الحكمة، قال أبو الحسين الوراق: من غض بصره عن محرم أورثه الله بذلك حكمة على لسانه، يهدى بها سامعوه.
13- أنه يفرغ القلب للتفكر في مصالحه والاشتغال بما ينجيه يوم القيامة.

جاهد نفسك لحظة
قال ابن الجوزي: فتفهم يا أخي ما أوصيك به، إنما بصرك نعمة من الله عليك، فلا تعصه بنعمه، وعامله بغضه عن الحرام تربح، واحذر أن تكون العقوبة سلب تلك النعمة، وكل زمن الجهاد في الغض لحظة، فإن فعلت نلت الخير الجزيل، وسلمت من الشر الطويل.
التوبة والنظر
قال أبو بكر المروزي : قلت لأبي عبدالله أحمد بن حنبل: رجل تاب وقال: لو ضرب ظهري بالسياط ما دخلت في معصية الله، إلا أنه لا يدع النظر؟! فقال: أي توبة هذه! قال جرير سألت رسول الله عن نظرة الفجاءة، فقال: "اصرف بصرك " } [رواه مسلم وأبو داود].



أسباب إطلاق البصر
أخي المسلم:
إن إطلاق البصر له أسباب كنيرة جدا يصعب حصرها، ومن أهمها:
1- اتباع الهوى وطاعة الشيطان.
2- الجهل بعواقب النظر، وأنه يؤدي إلى الزنى، وربما أدى إلى الردة عن الإسلام، فقد ورد أن رجلا نظر إلى نصرانية فعشقها، فلم ترض منه إلا بالبراءة من الإسلام، فارتد ودخل في النصرانية!!
3- الاتكال على عفو الله ومغفرته، ونسيان أن الله شديد العقاب.
4- مشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج والصــور الفاتنة التي تتبرج فيها النساء عن طريق القنوات الفضائية أو المجلات الخليعة.
5-العزوف عن الزواج، فقد قال : (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؟ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج...} [متفق عليه].
6-كثرة التواجد في الأماكن التي يختلط فيها الرجال بالنساء كالأسواق مثلا. قال العلاء بن زياد: لا تتبع بصرك رداء امرأة، فإن النظرة تجعل في القلب شهوة.
7- وجود لذة كاذبة يشعر بها الناظر في نفسه، وهي أثر من آثار الغفلة عن الله وقلة تعظيمه في القلــب، إذ لو كان معظما لله عز وجل لما فرح بمعصيته.
8- تبرج النســاء في الشوارع والأسواق، وتعمد بعضهن إظهار الجمال والزينة، مما يدعو ضعاف النفوس إلى النظر إليهن.
9- تشجيع بعض النســاء لذلك بتعمد نظرهن إلى الرجال، فيجرئنهم على مبادلتهن النظرات.
10- كثرة التعامل مع النساء سواء أكان في بيع أو شراء أو عمل أو غيره.



أسباب غض البصر
أخي الكريم:
ولغض البصر أسباب كثيرة كذلك نذكر منها:
1- تقوى الله عز وجل والخوف من عقابه.
2- التخلص من جميع الأسباب التي ذكرنا أنها تؤدي إلى إطلاق البصر.
3- معرفة أن إطلاق البصر يؤدي إلى الأسف والحسرة، قال الحسن: من أطلق طرفه طال أسفه.
4- معرفة أن النظر زنا العينين، ويكفيه في ذلك قبحا.
5- دفع الخواطر والوساوس قبل أن تصير عزما ثم تنتقل إلى مرحلة الفعل، فمن غض بصره عند أول نظرة سلم من آفات لا تحصى، فإذا كرر النظر فلا يأمن أن يزرع في قلبه زرع يصعب قلعه.
6-القيام بحقيقة الشكر، فإن من تمام شكر النعمة ألا يعصى الله عز وجل بها. والبصر من نعم الله تعالى على العبد.
7- الصوم؟ وهو سبب قوي في غض البصر بعد الزواج.
8-تأمل ما يستقبح من شأن النساء، فإنهن يتفلن ويبلن ويتغوطن وتصيبهن الروائح الكريهة، وفي ذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إذا أعجبت أحدكم امرأة فليذكر مناتنها!!".
9-التسلي بما أحله الله عز وجل من الشهوة المباحة، فعن جابر أن رسول الله رأى امرأة فأعجبته، فأتى زينب فقضى منها حاجته وقال: (إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه } [رواه مسلم].
قال النووي: معنى الحديث أن المرأة تذكر بالهوى والفتنة والشهوة لما جعل الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إليهن والالتذاذ بالنظر إليهن، ولذا فإنه ينبغي لها ألا تخرج بين الرجال إلا لضرورة، وكذا فإنه ينبغي للرجل الغض عنها وعن ثيابها، والإعراض عنها مطلقا" شرح صحيح مسلم للنووي،.
10- الدعاء والاستعانة بالله عز وجل وسؤاله النجاة من هذه الفتنة، فقد كان يقول: ( اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي ) [رواه أبو داود وصححه.الألباني].
11-الخوف من سوء الخاتمة والتأسف عند الموت.
12- صحبة الأخيار وترك صحبة الأشرار، فإن الطبع يسرق من خصال المخالطين، والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
رجـاءالضغط على الصوره



undefined
undefined
تعرف على امنا عائشة من قرب !!!!

تعرف على امنا عائشة من قرب !!!!

1- اسمها وكنيتها وميلادها وصفتها

أسمها :
عائشة بنت الإمام الأكبر خليفة رسول الله صلي الله عليه وسلم أبي بكر عبد بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي ، القرشية التيمية المكية المدينة أم المؤمنين زوجة النبي صلي الله عليه وسلم .
و أمها : أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة الكنانية .
وكنيتها : أم عبد الله كنيت بابن أختها أسماء : عبد الله . ميلادها :
قال الذهبي : عائشة ممن ولد في الإسلام وهي أصغر من فاطمة بثماني سنين ، وكانت تقول لم أعقل أبوي وهما يدينان الدين . وذكرت أنها لحقت بمكة سائس الفيل شيخا أعمي يستعطي ( يطلب العطاء )
صفتها : قال الذهبي : وكانت أمراه بيضاء جميلة ، ومن ثم يقال انها الحميراء أي شديدة الحمرا ( غير الشيعة الذين يقولون تصغير حماره لعنهم الله )
عن عائشة زوج النبي صلي الله عليه وسلم قالت : دخل الحبش المسجد يلعبون قال لي ( يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم ؟ فقلت نعم . فقام بالباب وجئته فوضعت ذقني علي عاتقه فأسندت وجهي إلي خده قالت : ومن قولهم يومئذ : أبا القاسم طيبا فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( حسبك ) قلت يا رسول الله لا تعجل . فقام لي ثم قال لي وما بي حب النظر إليهم ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه. وفيه در علي من زعم أن وصفها بالحميراء لم يرد بإسناد صحيح



2- زوجها من الرسول صلي الله عليه وسلم

قال ابن الأثير: تزوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم قبل الهجرة بسنتين وهي بكر وقاله أبو عبيده : بثلاث سنين . وقال الزبير : تزوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم بعد خديجة بثلاث سنوات ، وكان عمرها لما تزوجها الرسول صلي الله عليه وسلم ست سنين وقيل سبع وبني بها وهي بنت تسع سنين بالمدينة ، وكان جبريل قد عرض علي رسول الله صلي الله عليه وسلم صورتها في سرقة ( قطعه ) حرير في المنام لما توفيت خديجة رضي الله عنها . عن عائشة رضي الله عنها قالت لما توفيت خديجة رضي الله عنها قالت خوله بنت حكيم بن الأوقص – امرأة عثمان بن مظعون وذلك بمكة – أي رسول الله –ألا تتزوج ؟ قال ( ومن ؟ ) قالت إن شئت بكرا – وإن شئت ثيبا قال ( فمن البكر ؟ ) قالت بنت أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر قال ( ومن الثيب ؟ ) قالت سوده بنت زمعة بن قيس : قال ( فاذهبي فاديهما علي ) فجاءت فدخلت بيت أبي بكر فوجدت أم رومان أم عائشة رضي الله عنها فقالت أي أم رومان ، ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة ؟ قالت : وما ذاك ؟ قالت أرسلني رسول الله صلي الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة قالت : وددت , انتظري أبا بكر ،فإنه آت ، فجاء أبو بكر ، فقالت : يا ابا بكر ماذا أدخل الله عليكم من الخير و البركة ! قال : وما ذاك ؟ قالت : أرسلني رسول الله صلي الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة ، قال وهل تصلح له ؟ إنما هي بنت أخيه ، فرجعت الي رسول الله صلي الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فقال ( ارجعي إليه وقولي له : أنت أخي في الإسلام ) وابنتك تصلح لي ) فاتت أبا بكر ، فقال ادعي لي رسول الله صلي الله عليه وسلم فجاءه فأنكحه ، وهي يومئذ ابنة ست سنين .

3- فضائل عائشة رضي الله عنها

وهو يتضمن : 1- حب النبي صلي الله عليه وسلم لها . 2- ثناء النبي صلي الله عليه وسلم لها . 3- علم عائشة رضي الله عنها . 4- عبادتها رضي الله عنها . وسوف نلي الضوء علي هذه النقاط علي سبيل الاختصار ليس الحصر
1- حب النبي صلي الله عليه وسلم لعائشة

قال الذهبي: وحبه صلي الله عليه وسلم لعائشة كان أمرا مستفيضا ، ألا تراهم كانوا يتحرون بهداياهم يومها تقربا الي مرضاته . عن هشام عن أبيه قال : كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة ، قالت عائشة : فاجتمع صواحبي إلي أم سلمه فقلن : يا أم سلمه والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة ، فمري رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث كان أو حيثما دار قالت فذكرت ذلك أم سلمه للنبي صلي الله عليه وسلم قالت : فاعرض عني ، فلما عاد إلي ذكرت له ذلك فأعرض عني ، فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال ( يا أم سلمه لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها ) . وفي هذا زاجر وواعظ للشيعة الروافض الذين يتهمون المبرأة من فوق سبع سماوات بما برأها الله منه فإذا قال النبي صلي الله عليه وسلم ( لا تؤذيني في عائشة ) وهي تطلب منه أن يأمر الصحابة بأن يهدوا إلي النبي صلي الله عليه وسلم حيثما كان فكيف بهم – قبحهم الله – يرمونها أليست هي عرض النبي صلي الله عليه وسلم وأحب نسائه إليه أليس في ذلك ايذأ لرسول الله صلي الله علي وسلم :
إن الروافض شر من وطئ الحصى
من كل طائفة ومن كل إنسان
وقال الذهبي: وهذا الجواب منه دال علي فضل عائشة علي سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي وراء حبه لها وأن ذلك الأمر من أسباب حبه لها . قال عروة عن أبيه : ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم فأرسلت إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم تقول إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر فكلمته فقال ( يا بنية ألا تحبين ما أحب ) قالت : بلي فرجعت إليهن فأخبرتهن فقلن : ارجعي إليه فأبت أن ترجع ، فأرسلن زينب بنت جحش ، فأتته فأغلظت وقالت : إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن أبي قحافه ، فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها حتى إن رسول الله صلي الله عليه وسلم لينظر إلي عائشة هل تكلم ؟ قال فتكلمت عائشة ترد علي زينب حتى أسكتها قالت : فنظر النبي صلي الله عليه وسلم إلي عائشة وقال إنها ابنة أبي بكر .
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم بعثه علي جيش ذ1ت السلاسل قال فأتيته فقلت : يا رسول الله أي الناس احب إليك ؟ قال ( عائشة فقلت : من الرجال ؟ قال أبوها )
وعن هاشم عن أبيه : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لما كان في مرضه جعل يدور في نسائه ويقول ( أين أنا غدا ؟ ) حرصا علي بيت عائشة قالت عائشة : فلما كان يومي سكن .
وعن أبي قيس مولي عمرو قال : بعثني عبد الله ابن عمرو إلي أم سلمه : سلها أكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ؟ فإن قالت :لا : إن عائشة تخبر الناس أنه كان يقبل وهو صائم ، فقالت لعله أنه كان لا يتمالك عنها حبا أما إياي فلا .

2- ثناْ النبي صلي الله علي وسلم وأصحابه

علي عائشة رضي الله عنها

عن أبي موسي الأشعري رضي الله عنه قاله : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( كمل من الرجال كثير ولم يكمل مكن النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة علي النساء كفضل الثريد علي سائر الطعام . رواه البخاري
قال الحافظ : وقوله ( فضل عائشة علي النساء) لا يستلزم ثبوت الافضليه المطلقة ، وقد أشار ابن حبان إلي أن أفضليتها التي يدل عليها هذا الحديث وغيره مقيدة بنساء النبي صلي الله عليه وسلم ، جميعا بين هذا الحديث وبين حديث ( أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة ) الحديث وقد أخرجه الحاكم بهذا اللفظ من حديث ابن عباس ، وسيأتي في مناقب خديجة من حديث علي مرفوعا ( خير نسائها خديجة ) وقوله ( كفضل الثريد ) زاد معمر من وجه آخر: ( مرثد باللحم ) وهو اسم الثريد الكامل وعليه قول الشاعر : إذا ما الخبــز تأدمه بلحـــم
فــذاك أمــانة الله الثريــد
وعن أبي سلمه : أن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم يوما ( يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام ) فقلت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته تري ما لا أري . تريد رسول الله صلي الله عليه وسلم .
وقد استنبط بعضهم من هذا الحديث فضل خديجة علي عائشة لان الذي ورد في حق خديجة أن النبي قال لها إن جبريل يقرئك السلام من ربك ) وأطلق هذا الاسم من جبريل نفسه .
عن هشام عن أبيه : عن عائشة رضي الله عنها أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت فأرسل رسول الله صلي الله عليه وسلم ناسا من أصحابه في طلبها فأدركنهم الصلاة فصلوا بغير وضوء فلما أتوا رسول الله صلي الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه فنزلت أية التيمم فقال أسيد بين الحضير : جزاك الله خيرا فو الله ما نزل بط أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجا وجعل فيه للمسلمين بركة .
وعن الحكم قال : سمعت أبا وائل قال : لما بعث علي عمار و الحسن إلي الكوفة ليستنفرهم خطب عمار فقال : إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها . رواه البخاري
وعن ابن أبي مليكه : استأذن ابن عباس علي عائشة رضي الله عنها فم يزل بها بنو أخيها قالت : أخاف ان يزكيني فما أذنت له قال : ما بينك وبين أن تلقي الاحبه إلا أن يفارق الروح الجسد ، كنت أحب أزواج رسول الله صلي الله عليه وسلم إليه ، ولم يكن يحب رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا طيبا وسقطت قلادتك ليلة الأبواء فنزلت فيك آيات من القران فليس مسجد من مساجد المسلمين إلا يتلي فيه عذرك اناء الليل والنهار فقالت دعني من تزكيتك يا ابن عباس .
وعن عمر بن غالب أن رجلا نال من عائشة رضي الله عنه عند عمار بن ياسر فقال : اغرب مقبوحا منبوحا أتؤذي حبية رسول الله صلي الله عليه وسلم :
وعن عائشة أنها قالت : لقد أعطيت تسعا ما أعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران : لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يتزوجني ولقد تزوجني بكرا ، وما تزوج بكرا غيري ، ولقد قبرته في بيتي ، ولقد حفت الملائكة بيتي وإن كان الوحي لينزل عليه وإني لمعه في لحافه وإني لابنة خليفته ،وصديقة ، ولقد نزل عذري من السماء ، ولقد خلقت طيبة عند طيب ، ولقد وعدت مغفرة وأجرا عظيما . رواه أبو بكر الاجري .
3- علم عائشه رضي الله عنها

قال الزهري : لو جمع علم عائشة الي علي جميع النساء لكان علم عائشة أفضل : وعن هشام بن عروة قال : كان عروة يقول لعائشة رضي الله عنها يا أمتاه لا أعجب من فقهك ، أقول : زوجة نبي الله صلي الله عليه وسلم وابنة أبي بكر ، ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس أقول : ابنة أبي بكر وكان اعلم الناس ولكن أعجب من علمك بالطب أين هو أو ما هو ؟ قال فضربت علي منكبه وقالت أي عُربه إن رسول الله صلي الله عليه وسلم يسقم عند آخر عمره أو في آخر عمره وكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه فتنعت له الأنعات وكنت أعالجها له فمن ثم ....
وقال عطاء بن أبي رباح : كانت عائشة أفقه الناس وأحسن الناس رأيا في العامة .
وعن أبي موسي قال : ما أشكل علينا أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما وقال الذهبي روت عنه صلي الله عليه وسلم كثيرا طيبا مباركا فيه ، وعن عمر ، وفاطمه ، وسعد ، وحمزة بن عمرو الاسلمي ، وجذامة بنت وهب وقال كذلك : مسند عائشة يبلغ ألفين ومائتين وعشرة حديث (2210 ) اتفق لها البخاري ومسلم علي مائة وأربعة وسبعني حديثا (174) وانفرد البخاري بأربعة وخمسين (54 ) وانفرد مسلم بتسعة وستين (69 ) وعن مسروق : وقيل له : هل كانت عائشة تحسن الفرائض ؟ قال والله رأيت أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض .رواه الدرامي والحاكم.
4-عبادتها رضي الله عنها

عن القاسم بن محمد قال : كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تصوم تصوم حتى يذلقها الصوم .
قال في هامش الحلية : ونص النهاية : أنها كانت تصوم السفر حتي أذلقها الصوم أي جهدها وأذابها يقال أذلقة الصوم ودلقه أي ضعفه .
وعن ابن المنكدر عن أم ذرة – وكانت تغشي عائشة قالت : بعث إليها بمال في غرارتين قالت : أراه ثمانين أو مائة ألف فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة فجلست تقسم بين الناس فأمست ما عندها من ذلك درهم فلما أمست قالت يا جاريه هلمي فطري فجاءتها بخبز وزيت فقالت لها أم ذرة أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا لحما يدرهم نفطر عليه ! قالت لا تعنفيني لو كنت ذكرتيني لفعلت .
قال عبد الرحمن : وأهدي لها سلال من عنب فقسمته ورفعت الجاريه سلة ولم تعلم بها عائشة رضي الله عنها فلما كان الليل جاءت به الجاريه فقالت عائشة رضي الله عنها ما هذا ؟ قالت يا سيدتي أو يا أم المؤمنين رفعت لنأكله . قالت عائشة رضي الله عنها أفلا عنقودا واحدا والله لا أكلت منه شيئا وعن عروة : عن عائشة رضي الله عنها أنها تصدقت بسبعين ألفا وإنها لترقع جانب درعها .
وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه . أن عائشة كانت تصوم الدهر . وورد بلفظ ( كانت تسرد الصوم )
5- درر من مواعظ عائشة رضي الله عنها

- اغتاظت عائشة رضي الله عنها علي خادمها فقالت : لله در التقوي ما ترك لذي غيظ شفاء.
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : مكارم الأخلاق عشر : صدق الحديث ، وصدق اليأس وأداْ الامانة وصلة الرحم والمكافأة بالصنيع ، وبذل المعروف والتذمم للجار و التذمم للصاحب وقري الضيف ورأسهم الحياء
وقالت رضي الله عنها : المغزل في يد المرأة مثل الرمح في يد الغازي في سبيل الله .
وعن بكرة بنت عقبة أنها دخلت علي عائشة وهي جالسة في معصفرة فسألتها عن الحناء فقالت شجرة طيبة : وماء طهور وسألتها عن الحفاف فقالت لها إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتضيعينها أحسن مما هما فافعلي .
5- فصل في أن عائشة رضي الله عنها

لم تخرج يوم الجمل لقتال

وأنها ندمت علي خروجها

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فإن عائشة رضي الله عنها لم تقاتل ، ولم تخرج لقتال وإنما خرجت لقصد الإصلاح بين المسلمين وظنت أن في خروجها مصلحة للمسلمين ثم تبين لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولي فكانت إذا ذكرت خروجها بكت حتى تبل خمارها وهكذا عامة السابقين ندموا علي ما دخلوا فيه من القتال فندم طلحة والزبير وعلي رضي الله عنهم أجمعني – ولم يكن يوم الجمل لهؤلاء قصد في الاقتتال وكن وقع الاقتتال بغير اختيارهم ، لما تراسل علي وطلحه والزبير رضي الله عنهم وقصدوا الاتفاق علي المصلحة ، وأنهم إذا تمكنوا طلبوا قتلة عثمان _ أهل الفتنة – وكان علي غير راض بقتل عثمان و لا معينا عليه كما كان يحلف فيقول :- والله ما قتلت عثمان ولا مالأت علي قتله ، وهو الصادق البار في يمينه ، فخشي القتلة فحملوا علي عسكر طلحة والزبير فظن طلحة والزبير أن عليا حمل عليهم فحملوا دفاعا عن أنفسهم فظن علي أنهم حملوا عليه فحمل دفعا عن نفسه فوقعت الفتنة بغير اختيارهم وعائشة رضي الله عنها راكبة لا قاتلت ولا أمرت بالقتال هكذا ذكره غير واحد من أهل المعرفة بالأخبار . (شبهات حول الصحابة )
قال الحافظ الذهبي: ولا ريب أن عائشة ندمت ندامة كلية علي مسيرها إلي البصرة وحضورها يوم الجمل وما ظنت أن الأمر يبلغ ما بلغ . فعن عمارة بن عمير عمن سمع عائشة : إذا قرأت ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) }الأحزاب { بكت حتي تبل خمارها.
قال احمد في مسنده : حدثنا يحي القطان عن إسماعيل : حدثنا قيس قال : لما أقبلت عائشة فلما بلغت مياه عامر ليلا نبحت الكلاب فقالت : أي ماء هذا ؟ قالوا ماء الحوأب قالت : ما أظنني إلا أني راجعه . قال بعض من كان معها : بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم قالت : إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ذات يوم ( كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب ) .
وعن عائشة – وكانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها – فقالت : إني أحدثت بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم حدثا ، ادفنوني مع أزوجه .
قال الذهبي : تعني بالحدث مسيرها يوم الجمل فإنها ندمت ندامة كلية وتابت من ذلك علي أنها ما فعلت ذلك إلا متأولة قاصد للخير كما اجتهد طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وجماعة من الكبار رضي الله عنهم .

قال القحطاني في نونيته :
دع ما جري بين الصحابة في الوغـى
بسيوفهم يوم التقي الجمعان
فـقتـيلهـم مـنـهـم و قـاتـلـهــم لـهــم
وكلاهما في الحشر مرحومان
والله يـوم الحشـر ينـزع كـل مـا
تحوي صدورهم من الأضغان
والويل للركب الذين سعوا إلي
عثمان فأجتمعوا علي العصيان

5- وفاتها رضي الله عنها

من سالم سبلان : أنها ماتت في الليلة السابعة عشر من شهر رمضان بعد الوتر فأمرت أن تدفن من ليلتها فأجتمع الأنصار وحضروا فلم ير ليلة أكثر ناسا منها أهل العوالي فدفنت بالبقيع . قال هشام بن عروة وأحمد بن حنبل وشباب وغيرهم : توفيت سنة سبع وخمسين .
وقال أبو عبيدة معمر بن المثني و الواقدي وغيرهم سنة ثمان وخمسين
فرضي الله عنها وأرضاها وجعل الجنة مثواها وقد فعل رضي الله عنها وهي زوجة النبي صلي الله عليه وسلم في الجنة كما كانت نسائه إليه في الدنيا .
قال الذهبي : وقد قيل : غنها مدفونة بغربي جاكع دمش وهذا غلط فاحش لم تقدم رضي الله عنها الي دمشق أصلا وانما هي مدفونة بالبقيع . ومدة عمرها : ثلاث ستون سنة وأشهر .
يا أمنا، أنـتِ أنـتِ ذروة الكرمِ  ... قصيدة رائعة في مدح امنا عائشة

يا أمنا، أنـتِ أنـتِ ذروة الكرمِ ... قصيدة رائعة في مدح امنا عائشة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انتصاراً لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها؛ كتب الداعية الدكتور عائض القرني قصيدة جديدة سجل فيها الصفات الكبرى لزوجة النبي صلى الله عليه وسلم ابنة الصديق أبي بكر رضي الله عنه

القصيدة
يـــا أمنـــا، أنـتِ أنـتِ ذروة الكـــــــرمِ *** وأنـتِ أوفــى نســاء العُرْب والعجمِ

يا زوجة المصطفى، يا خير من حملت *** نور النبــوة والتوحيـــد مـــن قـــدمِ

أنتِ العفـاف فــداك الطهـــر أجمعـــه *** أنت الرضى والهدى يا غاية الشَّممِ

نفديـــك يـــا أمنـــا، في كــل نازلــــةٍ *** من دون عِرْضِك عرضُ الناس كلهـمِ

وهل يضر نبــاحُ الكلب شمسَ ضحى *** لا والــــذي مـــلأ الأكـــوان بالنعـــم

اللـــه بــرَّأهــــا واللـــه طـهــرهــــــا *** واللــه شـرفهـــا بالديــن والشِّيـــــمِ

الوحــي جـــاء يزكِّيهـــا ويمـدحُهـــــا *** تبـــاً لنــذلٍ حقيــــرٍ تافـــهٍ قـــــــــزمِ

واللــه أغيــرُ من أن يرتضــي بشــراً *** لعشـرة المصطفى في ثـوب متَّهـمِ

في خِـــدْرهـــا نزلــت آيــاتُ خالقنـــا *** وحيـــاً يبـــدِّد ليــلَ الظُّلــمِ والظُلــَمِ

عاشـــت حَصَانـــاً رَزَانـــاً همهـــا أبداً *** فـي الذكر والشكر بين اللوح والقلمِ

صديقـــةٌ يُعــرف الصِّديـــقُ والدُهــــا *** صــان الخلافـةَ من بغْيٍ ومن غشمِ

مصونـــة في حمى التقديس ناسكةً *** مــن دون عِزِّتهــا حربٌ وسفـــك دمِ

محجوبـــةٌ بجــلال الطُّـهـــر صيّنـــــةٌ *** أمينـــة الغيــب في حِلٍّ وفي حـرمِ

كـــل المحـــاريــب تتلـو مدحهـــا أبداً *** كــــل المنابـــر مـن رومـــا إلـى أرمِ

وكلنـــا في الفــدا أبنــــاء عائشـــــةٍ *** نبغـــي الشهـــادة سبّاقيــن للقممِ

مبايعيــــن رســـولَ اللـــه مـا نكثــت *** أيماننـــا بيعــةَ الرِّضوان في القسمِ

يـــا أمنـــا، قد حضرنــا للوغــى لُجبـاً *** نصــون مجدكِ صـــونَ الجندي للعلمِ

عليــــك منــا ســلام اللـــه نرفعــــه *** بنفحـــة المسك بينَ السِّدر والسَلمِ

لا بـــارك اللـــه في الدنيــا إذا وهنت *** منــــا العزائـــمُ أو لـــم نوفِ للقمــمِ

فالمــوتُ أشرفُ من عيشٍ بلا شـرف *** والقبـــرُ أكـــرمُ من قصـــرٍ بلا كـــرمِ 
 




عن عائشة رضيَ اللهُ عنها، أنَّها ذُكِرَتْ عند رجلٍ، فسبَّها! فقيل له: أليست أُمَّك؟! قال: ما هي بأمّ! فبَلَغَها ذلك، فقالت: "صَدَق، إنَّما أنا أمُّ المؤمنين، وأمَّا الكافرين فلستُ لهم بأمّ". رواه الإمامُ قِوَامُ السُّنَّةِ الأصبهانيُّ التَّيْمِيُّ في «الحُجَّة في بيانِ المَحَجَّة» (377) مِن طريقِ عُروة، وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: "لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طِيبَ النَّفْسِ, قُلْتُ: "يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ الله لِي". قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ وَمَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ", فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ حَتَّى سَقَطَ رَأْسُهَا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الضَّحِكِ, فَقَالَ: "أَيَسُرُّكِ دُعَائِي?" فَقَالَتْ: "وَمَا لِي لا يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ?" فَقَالَ: "وَاللهِ إِنَّهَا لَدَعْوَتِي لأُمَّتِي فِي كُلِّ صَلاة". أخرجه البزَّار في " مسنده " ( 2658 - كشف الأستار ) وحَسَّنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (5 / 324). بأبي أنت وأمي يارسول الله ما أعظمك وما أرحمك بأُمَّتِك، ولقد وصفك ربك ومولاك فقال في حقك: " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ".
وقال: "لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ".

فمتى نحرص نحن عليه وعلى اتِّبَاعِهِ حَقَّ الاتِّبَاع؟ اللهم جَازِهِ عَنا خير ماجَزَيْتَ نَبِياً عن أُمَّتِه واللهم عليك بمن آذاه في أهل بيته.

دمنا بحفظ الله وهداه





 
لا تحسبوه شراً لكم بل هو خيرٌ لكم .... موضوع هام جدا

لا تحسبوه شراً لكم بل هو خيرٌ لكم .... موضوع هام جدا

أمَّاه عُذْراً إذا ما الشِّعْرُ قامَ على *** سُوْقِ الكَسَادِ يُنادي مَنْ يُواسيني
ما لي أراه إذا ما جئتُ أكتبُه *** ناحَ القصيدُ و نوحُ الشِّعْرِ يُشْجِيني
حاولتُ أكتبُ بيتاً في محبَّتِكم *** يا قِمَّةَ الطُّهْرِ ، يا مَنْ حُبُّكم دِيني
فأطرقَ الشِّعْرُ نحوي رأسَه خجلاً *** و أسبلَ الدَّمْعَ منْ عينيهِ في حينِ
وقالَ عُذْراً فإنّي مَسَّني خَوَرٌ *** شحَّ القصيدُ و قامَ البيتُ يَرْثِيني


(لا تحسبوه شراً لكم بل هو خيرٌ لكم)



بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمدُ لله رَبِّ العالمين ، الحمدُ لله وليّ الصالحين ، الحمدُ لله إله الأوَّلين والآخرين ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على المبعوثِ رحمةً للعالمين نبيِّنا وإمامِنا وسيِّدنا وحبيبِنا وقُرَّةِ عينِنا محمَّد بنِ عبدِ الله وعلى آلهِ وصحابتهِ أجمعين.


الصِّدِّيقةُ بنتُ الصِّدِّيق حبيبةُ رسولِ ربِّ العالمين ، هي إِلْفُهُ القريبُ ، الطَّيِّبة المبرَّأة منْ فوقِ سبعِ سماواتٍ ، اختارَها الله تباركَ وتعالى لنبيِّه محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم كما قالَ جلَّ و علا : " وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ "، لم يتزوَّج رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بِكْراً غيرَها ، هي بِكْرُهُ الوحيدةُ صلواتُ ربِّي وسلامُه عليه ، ولم ينزلْ عليه الوحيُ في لحافِ امرأةٍ سِوَاها ، أحبُّ أزواجِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى قلبهِ ، بل أحبُّ النَّاسِ إليهِ كما في حديثِ عمرو بنِ العاصِ رضيَ الله تباركَ وتعالى عنه .
لا يُعْلَمُ في الدُّنيا كلِّها أبداً أعلم منْ أمِّ المؤمنين عائشةَ رضيَ الله عنها و أرضاها ، أعلمُ امرأةٍ على وجهِ الأرضِ بشريعةِ الله تباركَ وتعالى .


هذه المرأةُ حبُّها إيمانٌ .. بُغْضُها ضَلالٌ .. سَبُّها فُجُورٌ .. قَذْفُها كُفْرٌ بالله تباركَ وتعالى .. مَنْ رَضِيَها أمّاً له فهو مؤمنٌ ، و مَنْ لم يَرْضَها أمّاً فهو كافرٌ ، قالَ الله تباركَ وتعالى عن نبيِّه محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم : "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ " ، فهي أمُّ المؤمنين ومَنْ لم يَرْضَها أمّاً له فليسَ منَ المؤمنين .


قالَ أحدُ الشُّعراءِ كلاماً أعجبَني ، يقولُ : -
أمَّاه عُذْراً إذا ما الشِّعْرُ قامَ على *** سُوْقِ الكَسَادِ يُنادي مَنْ يُواسيني
ما لي أراه إذا ما جئتُ أكتبُه *** ناحَ القصيدُ و نوحُ الشِّعْرِ يُشْجِيني
حاولتُ أكتبُ بيتاً في محبَّتِكم *** يا قِمَّةَ الطُّهْرِ ، يا مَنْ حُبُّكم دِيني
فأطرقَ الشِّعْرُ نحوي رأسَه خجلاً *** و أسبلَ الدَّمْعَ منْ عينيهِ في حينِ
وقالَ عُذْراً فإنّي مَسَّني خَوَرٌ *** شحَّ القصيدُ و قامَ البيتُ يَرْثِيني


هكذا قدَّم اعتذاراً لأمِّنا عائشةَ ، و نحن نقدِّم كذلك اعتذاراً لها رضيَ الله عنها وأرضاها ؛ إذْ إنَّنا مهما تكلَّمنا وقلنا فلنْ نُوفيها حَقَّها ، وكيف يُعطى العظماءُ حَقّهم الذي ينبغي أنْ يكونَ لهم منْ أمثالِنا ؟؟!!


نسألُ الله تباركَ وتعالى أنْ يغفرَ لنا ويرحمَنا .
فضيلة الشيخ :  عثمان بن محمد الخميس
المشرف العام على شبكة المنهج